الأربعاء، ١٤ نوفمبر ٢٠٠٧

الخـيــــــــــــــــــــار الاستراتيجى

أعتقد أن هناك مستفيدين كثيرون من السلام مع اسرائيل.. هناك الأموال التى تدفقت بالملايين.. ليس على كلالشعب طبعا..ولكن على الفئة المحظوظة من المطبعين والعملاء والجواسيس، وهناك استفادة كبرى فى مجال الأمن القومى.. الذى أصبح مفهومه قاصرا على القبض على مربى لحاهم أو معارضى النظام بينما يمرح الإسرائيليون بطول البلاد وعرضها حتى وجدنا فى الصعيد من يبشر بدين موسى عليه السلام من جديد.. وثالث الاستفادات هى الكويز الرائعة التى أتاحت لنا التصدير لأمريكا بشرط المشاركة بمكونات اسرائيلية وطبعا تباع المكونات الاسرائيلية للمصنعين المصريين بأسعار مرتفعة عن مثيلاتها..ولكن " لاجل الورد ينسقى العليق".. ونأتى لأحد أكبر فوائد التطبيع والسلام وهو المجال الزراعى.. فقد اكتشفنا - بعد آلاف السنين علمنا فيها الدنيا الزراعة وكنا فيها سلة الغذاء للعديد من الامبراطوريات والخلافات - أقول اكتشفنا أننا لانعرف الزراعة..وتطوع ابناء العم الاسرائيلين بتعليمنا الزراعة من أول وجديد ويعود الفضل فى ذلك للمجهودات المكثفة للمأسوف على عهده السيد يوسف والى.. الذى ترك وزارة الزراعة ليديروها كما يرتأون وليمنعوا الفلاحين المصريين من زراعة التقتوى المصرية وانهمرت علينا سيول من التقاوى الاسرائيلية المهجنة.. وبالطبع آتت هذه التقاوى ثمارها.. ويكفى أن تزور قسم الباطنى بأى مستشفى لتعرف آثار هذه السياسة..ثم نأتى لكبرى الفوائد.. نوع جديد من الخيار .. أظن كلنا سمعنا عنه...خيار استراتيجى..أحد ألذ أنواع الخيار.. وأنت تعرف المثل القائل بأن الخيارة يوم فى إيدك ويوم فى"....." قد يعلق أحدنا بقوله أننا منذ فتحنا عيوننا على الدنيا لم نر هذا الخيار الاستراتيجى يوما فى اليد.. وانما فى "...." ولكن لذلك حكمة تستعصى على أفهام الشعب المصرى.. فقد اكتشف بعض حكماء البلد أن للخيار الاستراتيجى أثر فعال فى محاربة البواسير.. فاحتفظوا بخيارهم الاستراتيجى فى تلك المنطقة حتى يقللوا من آثار سوء الهضم التى تنتابهم بعد التهام وجباتهم الدسمة من أموالنا وأعراضنا ودمائنا

ليست هناك تعليقات: