الأحد، ١٦ ديسمبر ٢٠٠٧

ليلــــة من إياهم

ليلة تانية من الليالى إياها..
لأ لأ متفهمنيش غلط.. لا كانت ليلة حمرا ولا خضرا ولا حتى سودة..ليلة من الليالى اللى مالهاش لون.. ولا طعم ولا ريحة..ليلة سادة..من غير نوم ولا صحيان.. من غير متعة ولا حسرة...عارف إن عندى شغل بكرة.. واحتمال أسافر مرتين فى يوم واحد وفى الحالة دى يبقى معاك 24 ساعة تقريبا شغل متواصل..وطبعا لو الظروف تسمح يبقى أكيد هازور عشيقتى الجديدة.. القاهرة الساحرة.. مكنتش متخيل إنى أحبها بالشكل ده رغم إنى باكره الزحمة والدوشة بشكل يكاد يكون مرضى.. بس حبيتها.. من امتى الحب الايد.. المهم .. أدخل نام بقى وارحم نفسك.. مش نافع..
طيب تعمل إيه.. أنا فى الزعفرانة خلى بالك.. وكمان فى الصحرا.. قبل الزعفرانة ب 15 كيلو.... يعنى الهوا والصحرا والبحر ومنك للى خلقك سبحانه وتعالى..تدعيه يقصر ليلتك أو يرزقك النوم...
لو كنت فى بلد تانى كنت قعدت على قهوة أو دخلت سينما او اتمشيت فى الشوارع.. هنا التسلية الوحيدة انك ..... مش عارف بصرحة تعمل إيه... مستحل تخرج فى التلج ده الساعة 2 أو3 بالليل.. ومتنساش انها محطة تربينات رياح.. يعنى الجو أشبه بعاصفة فى سيبريا.. مع الفارق طبعا.. يعنى حدودك جوة شقتك.. وبشكل أدق.. جوة أوضتك..
التلفزيون قدامك..قلب القنوات السبعة.. دماغاك مش مستحملة حاجة جد.. ولا انت ناوى تهلس وتسمع أغانى فى الساعات الكريمة دى قبل الفجر خصوصا فى الأيام العشر الأوائل من ذى الحجة..الشهر الكريم وافضل عشر أيام فى السنة..ومش هتقرا حاجة بالتأكيد .. الدماغ اللى مش مستحملة برنامج جد فى التلفزيون مش هتقرا ولو مجلة ميكى.. وبعدين مين هيقنع إيديك انها تخرج من تحت البطانية عشان تمسك كتاب؟؟
قوم هات كيس لبن بخيره نص كيلو وقزازة كولا وقزازة مية.. طبعا من غير كبايات.. لا فيك دماغ تصب ولا تغسل الكبايات تانى يوم.. افتح كيس اللبن باسنانك واشربه على بق واحد ولا بقين.. وافتح قزازة الكولا اللتر ونص واشرب منها ما تيسر.. خلص قزازة المية.... وبعدييييين
قلب فى التلفزيون.. فيلمين أمريكانى ورا بعض .. تشوفهم من غير ادراك كامل.. بس تكتبهم فى قايمة أفلامك المفضلة..بالتأكيد لازم أضيف Alive, The Saint of Fort Washington للقايمة دى.. ومش وقت أسباب دلوقت..وبعدييين فى الليلة دى؟؟
امسك الموبايل.. تكلم مين؟؟ أصحابك الولاد كلهم عندهم شغل بكرة ومش هتصحى حد تتكلم فى كلام فاضى معاه.. ويدعى عليك بعدها للصبح ويمكن لغاية ما يرجع من الشغل وينام تانى.. ومش هتتكلم معاه فى احاسيسك ولا مشاعرك.. أنت غالبا مش باتحكى مع حد منهم فى كدة.. بترتاح مع البنات بس فى الموضوع ده...يبقى نكلم بنت... ياسلاااااااام وموبايلها يرن الساعة 3 بالليل وباباها ولا مامتها يكونوا صاحيين وتقوم حريقة عند المسكينة.. ولو مصحيوش والبنت ردت .. أول تفكيرها إن فيه مصيبة.. لا مافيش.. أنا متصل بأرغى أو بافضفض... ماشى هتتكلم معايا بربع دماغها.. والتلات ارباع الباقيين عمالين ينتفوا ورق الورد البرئ ( بيحبنى ومكسوف يقول... بيحبنى وهيقول آخر المكالمة... بيحبنى وهيقول السنة اللى جاية...مش بيحبنى بس بيفكر فيا) لا يا عم .. بلاها بنات دلوقت..أرن على الوحيدة اللى فتحتلها قلبى بجد لغاية دلوقت..حبيبتى السابقة.. كان نفسى تعدى صدمة الفراق أسرع من كدة عشان أستفاد بيها كصديقة فاهمانى ( منتهى الأنانية دلوقت.. بس أنا كمان هاكون صديق كويس ليها.. خصوصا إن الفراق مش بايدينا ولا برغبتنا يبقى ليه نخسر كل حاجة؟ الأمريكان والغرب بيطلقوا بشكل ودى وكتير بيقوا أصحاب بعدها) مش هينفع أكلمها تجنبا للانهيارات العاطفية من الناحيتين..أرن على موبايل أختها الكول تون "طمنى عليك.. وباروح على صورتك أحضنها وأنام" شكرا.. الرسالة وصلت وعارف ان حبيبتى هى اللى مختاراها وبترن عليا من موبايل أختها.. نرن على أختها التانية.. ازيك وازيك ووحشتنى.. فلانة عاملة ايه .. كويسة.. هى جنبك.. أيوة (كرسى فى الكلوب ومش هنعرف نتكلم أكتر من كدة عشان المواضيع متتفتحش أكتر من كدة واحنا بندعى انها تتقفل والبنت تتعود على الفراق) طيب.. سلام.. سلام
يبتدى شعورك بالذنب إنك عديت صدمة الفراق واتكيفت مع الوضع أسرع منها بكتير.. وتفكرتخطب تانى..وهى لسة بتتعذب.. غريب الحب ده.. 5 سنين باتعذب من حبها وهى بتتدلع عليا.. وسنة ونص حب جميل من الناحيتين.. وأول ما الفراق قرب لقيت طوفان حب جاى من ناحيتها.. طيب كان فين وانا باتقطع يا بنت الناس... ما علينا.
تكلم البنت اللى عايز تخطبها... يا سلاااااام؟؟ نفس الحريقة ممكن تقوم فى بيتها.. وبعدين الموضوع فى مشكلة لازم تتحل الأول..ولاهتدخل نفسك فى دوامة جديدة؟ وبنت الناس مالهاش ذنب تعلقها وترجع تقول متأسف.. حل مشاكلك وابقى تعالى عوم فى بحر الغرام الجديد..
وبعديييييييين فى الليلة اللى مش عايزة تعدى دى؟؟
لقيت الحل.. أمسك القلم وأكتب .. وبكرة نزله فى البلوج..يقراه كام واحد.. ويقولوا وفيها إيه؟ كلنا كدة.. ماكانش ليه لزمة ضياع الوقت ده..ويمشوا من غير ما يعلقوا على الادراج كالعادة... طظ..انت عارف انك تكتب لنفسك .. بتكتب عشان تفضفض ومتطقشمن جنابك... يمكن حتى الموضوع ده ما ينزلشوتكسل تكتبه كالعادة..
المهم بقى... أديك كتبت الموضوع فى الأجندة وخلصت...الموضوع خلص والليلة ما خلصتش....تعمل إيييييييييه؟؟

رثاء قلب

تخطئين فى كل مرة فهمى
وخطأك فىّ جرح
لو كنت صريعا..
ما كنت لأتكلم
أو أتألم
فلا يضير الشاة سلخها بعد الذبح
غير أن الموت نعمة..
لم أنلها بعد
فما زال بى رمق
لم تغادرنى الروح
مازال جزء فىّ ينبض بالحياة
يطالب رأسك
وجزء آخر يرجو الصفح
دخلت واحة الحب أبغى النجاة
فشنقونى على أشجار الدوح
وحاولت صعود جبال الهوى
فتقلونى...
ودفنت عند السفح
آه يا قلبى مت سريعا
لكأنك ما عرفت طعم الفرح

ستارة وســور


أغنية قديمة لمدحت صالح... أيام ما كان بيغنى بجد
* * * * *
ما بين قلبى وبين قلبك
ستارة وسور
و100 بوابة مقفولة
وبيننّا بحور
وأنا قلبى كما العصفور
مايعرفش من الكلمات
سوى غنواتك الخضرا
ولما راح يغنيها ...
رجع مكسور
* * * * *
أعدى بابك المقفول..
ألاقى بعده باب تانى
أعدى التانى القانى
بواجه بعده سجانى
بسيف مكسور
* * * *
صحيح قلبى كما العصفور
عنيد حالف يشوف النور
لكنه فى يوم ما كان خايف
وبجناحه الضعيف حالف
يهد السور
* * * * *
ما بين قلبى وبين قلبك
ستارة وسور
و100 بوابة مقفولة
وبيننّا بحور
مابين قلبى... وبين قلبك

السبت، ١٥ ديسمبر ٢٠٠٧

الحب حتى الحرمان

لقد كان فوق طاقتى كبشر
فوق إحتمالى كإنسان
أن أكتم مشاعرى
وأخبئ ما بها من جيشان
خفت أن أنظر
فيلحظ العيان
نظرت فى كل مكان
- إلا وجهك الحبيب -
خوفا أن تلتقى العينان
خشيت أن يتكلما
ويهدم السدود الفيضان
وما خوفى من الهوى
وإنما خشيت أن ينطق لسان
أن يتكلم واشٍ بكلمة..
فيثور ويحبسك السجان
وأصير أنا بدونك..
عصفورا تطرده الأغصان
قد ملكنى اليأس وأسرنى
ويتسلى بدمعى خلف القضبان
أترقب أنا لحظة لقائك
ويحرمنى الزمان
ثم أراك ولا أراك..
هل تكفينى بضع ثوانٍ؟
بضع دقائق تمر سراعاً
تشعل نارى..
تزيد ضراوة الأشجان
ظننت لقائك دواء همومى
فإذا به يزيد الأحزان
وإذا بى على قدر حبك
امقت هذا المكان
وكيف أحه... وقد حرمت فيه
النظر إليك بأمان
قد صنت لسانى عن ذكرك
وكيف لعقلى النسيان
وكتمت هواك بقلبى
ولا املك لدمعى الكتمان
حبيبتى..
قد عشت قبلك
أيحث عن واحتك
هائم فى صحراء حياتى.. ظمآن
فإن مت على أسوار مدينتك
فتذكرى أنى احببتك
أحببتك حتى الحرمان

الجمعة، ١٤ ديسمبر ٢٠٠٧

النهاية الصحيحة

- "انت سمراء.. هل أنت من الأقصر أو أسوان؟؟"
- " !!!! .. لا أنا من ... "
أخبرتنى لاحقا أن أخاها قد ضحك وأذلها كثيرا على هذه الجملة
****
- يبدو لى أنك جدير بالثقة.. مختلف عن من إعتدت مصادفتهم على الانترنت
- يبدو لى ذلك أيضا.. أقصد أننى جدير بثقتك
****
- أحب الأطفال لدرجة أنى أخشى ان أحرم منهم وتكون تلك مأساة حياتى
- غريبة... وأنا أيضا لدى نفس الهاجس
*****
- ألا تشعر بأننا متشابهين إلى حد بعيد
- لا.. أشعر بأنك النسخة النسائية منى.. لو كنت أنا بنتا لكنت مثلك.. ولو كنت أنت ولدا لكنتِ مثلى
****
- وماذا بعد؟
- لا أدرى.. ولكنك تجربة وأنا قررت أن أخوضها بغض النظر عن النتائج.. لقد حكمنى العقل دوما.. وكنت أعد خطواتى قبل كل طريق.. ولكنى قررت أن أسير هذا الطريق بدون حسابات..ولننتظر النتائج
****
- نحن مختلفان
- بالطبع.. أثر البيئة والتربية
****
- إن كل شئ يحدث بسبب..
- نعم.. بالتأكيد
- إذا لم أنت؟ ولم أنا؟ لم الآن؟؟
- لا أدرى ولكن هناك سبب.
****
- من فضلك.. إحترم قرارى ورغبتى
- بالتأكيد سأحترم قرارك.. ولكنى لا أفهمه
****
- ألو...
- وأخيرا.. أوحشنى صوتك وهذه الـ " ألو" الغريبة المرحة.. لم كان هذا القرار؟
- لا تسأل عن الأسباب فهى كثيرة ومنطقية
- ولكن لم بهذا الأسلوب؟
- لم يكن التدرج لينجح.. كان لابد من التنفيذ الفورى
- ولكننا أنضج من أن نهرب جريا من الماضى.. كنت سأتقبل قرارك فى كل الأحوال.
- كيف حالك؟
- الحمد لله.. عملى الأول به مشاكل بالإدارة العليا ثؤثر علينا سلباً ومشروعى الخاص بدا يفيق من غيبوبته وتسلمت الآن وظيفة أخرى بدوام جزئى
- ومتى تذهب إلى البيت؟
- عندما لا أذهب.. أخبارك أنت؟
- هناك مشروع إرتباط قائم وأنا سعيدة للغاية متدين ويحبنى ومن أسرة ثرية
- أنت تستحقينه وأنا سعيد لأجلك أيضا
- سعيدة بسماع صوتك.. أردتها أن تكون نهاية سعيدة لذكرى جميلة
- لا أريدها نهاية.. بل بداية
- هو لا يصادق النساء فليس من حقى أن أصادق الرجال
- هنيئا لكما.. أخبرتك دوما أنك مستعدة
- كنت أعلم.. ولكنى كنت بانتظار نصفى الآخر
- عندما يتم الارتباط الرسمى أبلغينى
- وأنت أيضا
****
تيت تيت تيت" انقطع الإتصال بدون سلام لنفاذ شحن بطارية هاتفها.. دوما النهاية منها "

ما بعد النهاية

أعلم أن النهاية جاءت
سواءً بأيدينا ..
أو بأيدى الآخرين
ولكن أخبرينى..
كيف أتجاوز الآن..
شعورى الطاغى بالحنين
كيف أتخطى المحن..
وأحارب الألم
وأنت بجوارى لا تقفين
كنت قديما..
أطهر ذنوبى..
أدوارى جراحى
فى نبع عيونك
تاهت الآن منى فى نهر الزمن
وغرقت أنا فى عمرى الحزين
من لى بكتفك..
أستند إليه
أين يداك لتمر فى شعرى
وعلى خدى تربّتين
من لى بسواك..ألقى إليها همىد
وأنت لازلت فى القلب
فى العين والأذن..
فى كل جسدى تسكنين
ما عاد من حقى أن أحلم بك..
ولا من العدل أن أتمنى غيرك
ولا بى طاقة للوحدة
أفتينى فى حالى..
إن كنت لازلت به تهتمين
إنى حبيس غرفتى
رهين غربتى
بين رأسى وصدرى سجين
بين الذكريات والندم
بين الإمكان والعدم
ينقطع الأمل.. ويبقى الألم
وأحاول أن تظلى سرى الدفين
فتأبى عيناى وتفضح
ورنين الحزن بين ضحكاتى يذبح
ويعلن للكل أنى حزين
ولولا قافية تحكم القصيدة
ولولا سماء فوقى عريضة
لقلت أنى قتيل
قتلونى الآن ببعدك
كما قتلتنى يوما بعشقك
أترانى ذقت يوما طعم الحياة؟
لم أسى على عْمر لم أعشه إذا
سينتهى فى تراب
كما بدأ من طين

الخميس، ١٣ ديسمبر ٢٠٠٧

الإسكافى ملكـــــــاً

ثالث المسرحيات التى أحضرها.. ظننت لوهلة فى بداية العرض أنى قد تجاوزت حالة ( الاندماج الشعورى) التى أمر بها عادة فى المسرح مع تكرارا التجربة.. لكن سرعان ما اكنتشفت أنى كنت واهما.. فما إن مرت الدقائق الأولى من العرض حتى كنت أمر بتلك الحالة اللذيذة المؤلمة أحيانا كثيرة..لا أدرى لم أعذب نفسى هذا العذاب..أنا أعلم مسبقا أنى سأمر بهذه الحالة وبخاصة مع مسرحية تدور أحداثها عن مصر.. لكنه ألم المعرفة.
الرواية عن إحدى قصص ألف ليلة وليلة.. تدور حول إسكافى ( صانع أحذية ) فقير لكنه سعيد ومحب للحياة والناس ويساعد من حالهم أفقر منه.. بل وحتى القطط الضالة.. مما يثير غيرة أحد كبار التجار منه ويجعله يتربص به دوما، فكيف يسعد الفقير بينما هو - بكل جاهه وماله- يبحث عن السعادة فلا يجدها؟ .. ويظهر كالعادة - سواء فى الروايات أو فى الواقع - كبير الشرطة الفاسد المرتشى ( التزاوج الأزلى بين السلطة ورأس المال الفاسدين) ولتكتمل المنظومة فهو متزوج من إمرأة تهمة محبة للمال.. تغيرت كثيرا عن المرأة التى أحبها وتزوجها.. ويظل دوما يذكرها بصورتها المعلقة على الحائط والتى تشع منها نظرات السعادة.. يذكرها دوما بجمال روحها الظاهر فى الصورة والضائع فى الواقع.
وتبدأ الحبكة الدرامية بخطة مزدوجة بين الفاسدين يجبران فيها الفقراء على بيع حوانيتهم ليتحكم التاجر الكبير فى السوق ويبنى " مول تجارى " بالمصطلح الحديث.. وطبعا يرفض الاسكافى الفقير فيقومون " بتلفيق " قضية سرقة له " التيمة المعتادة" وهنا يأتى الإنقاذ على يد إحدى القطط الضالة التى طالما عطف عليها.. حيث نكتشف فجأة أنها جنية تطير به إلى عالمها فى قاع البحار لتبدأ القصة الحقيقية.. الوزير الطامع فى الزواج منها يؤلب عليها والدها المتسلط ويستعين بعجائز البحر الحكماء الذين يوافقونه ويحذرون من خطورة هذا " الأنسىّ" وهنا يتحول الأمر إلى تحدى ورهان بين الأب" ملك الجن" والإبنة " الأميرة" ويلقيان بالإسكافى على جزيرة النعاس التى فرض الجن قوانينهم عليها عبر الوزير الإنسى الخبيث الطامع فى الحكم.. مستغلا ضعف الملك الأبله .. وكان الرهان.. هل يستطيع هذا الفرد تغيير المجتمع وتحدى القوانين؟؟ كان هذا هو الرهان واختصارا للاحداث فقد نجح الاسكافى فى ذلك .. وأحب ابنة الملك وهنا تبلغ الأحداث ذروتها حيث يخبر الوزير الخسيس أميرة الجن أن الإسكافى الذى أحبته وفضلته عليه قد هجرها وأحب أميرة الإنس واليوم حفل زفافهما.. قتتوعد إن كان هذا الخبر صادقا أن تهدم المعبد على رأسه.. وقد كان.. فقد أحضرت له زوجته الأولى والتاجر الجشع .. ليظهر المكشوف ويحاكم الإسكافى بتهمة الخداع.. ويدفع ثمن حبه للحياة .ولكنه أثناء تقديمه للمحاكمة يهتف بالشعهب ان الحلم والرغبة دانت دوما فيهم.. وما هو إلا عابر سبيل أسقظ بداخلهم الحلم.. عليهم فقط الآن أن يتمسكوا بها ولا يسمح لأحد أن يسلبهم أحلامهم.

المسرحية تم إخراجها بأسلوب شديد الشبه بإخراج مسرحية (كارمن) لمحمد صبحى فهى عبارة مشاهد بتقاطعة بين قصة الإسكافى ملكا من ألف ليلة وليلة وكواليس الفيلم الذى يتم تمثيله عن هذه الرواية.
لا أدرى كيف أنقد هذه المسرحية .. فنقدى السابق لمسرحية ( كان جدع) عن نجيب سرور تعدى العشر صفحات فى " أجندتى" لأنى نقدت كل ما رأيت وأحسست بالتفصيل.. حتى أتى لم أجد الوقت الكافى لكتابة النقد على الحاسوب وإدراجه فى مدونتى.لذا سأتجاوز هذه المرة كثيرا من التفاصيل وأركز على ما أراه أهم للزائر الكريم.
بداية أوجه التحية للمجهولين خلف الستائر المعلقة
.. مهندس الديكور الرائع.. بحرفيته التصميمية والتنفيذية...وأسلوب السهل الممتنع فى ديكورات المسرحية.. مع التميز متى أتيح لذلك سبيل..وكان علامته الفارقة فى ديكور مملكة الجان فى قاع البحر مع الخلفية المتحركة من الستائر البلاستيكية نصف الشفافة ممثلة الماء.
الموسيقى والأغانى ممتازة فى الكلمات والألحان وتوقيتاتها بالنسبة لسير المسرحية..تمتاز بعدم التكلف والأسلوب المبسط والمباشر فى الكلمات مع قوة التعبير.. ملحوظة واحدة تأخذ على طاقم العمل وهى إرتغ\فاع صوت المؤثرات الصوتية والأغانى لدرجة تؤلم الأذن أحيانا كثيرة.
فرقة الإستعراضات أظنها نفس الفرقة التى كانت مشتركة بمسرحية ( كان جدع ) أو على الأقل هناك كثير من العناصر المشتركة بين الفرقتين ولكن هذه المرة كانت الفرقة متفوقة على نفسها وتخطت ملاحظتى عنها فى المسرحية السابقة.. امتاز أدائها هذه المرة بالتناسق الشديد والتزامن بين الراقصين وتفوق مصمم الإستعراضات فى إبراز حركات متجددة وملائمة للإيقاع.
المخرج كالعادة هو المايسترو..وكانت له السيطرة الرائعة على فريق عمل ضخم من الممثلين وكثير منهم نجوم فى السينما أو المسرح أو التفاز.. بالإضافة إلى عدد ضخم من إصحاب الأدوار الصغيرة.. بخلاف طاقم العمل فى الكواليس والذى لانراه بطبيعة الحال.
الممثلون كما ذكرت منهم نجوم ومن ليس بنجم فى عالم الشهرة فهو نجم فى عالم الآداء ... أغلبهم أتقن دوره وأداه بامتياز ونخص بالذكر بطل المسرحية ماجد الكدوانى.. أداء مميز وتحكم فى تعبيرات الوجه وتغييرها بسرعة فائقة تلائم طبيعة التمثيل على المسرح..
فقط لفت نظرى - كمشاهد عادى غير متخصص - آداء أستاذ يوسف فوزى لدور ملك الجان.. كان رائعا كعادته ولكن - منوجهة نظرى الشخصية مرة أخرى - كان الآداء تقليديا .. أسلوب الصوت العالى الذى يصل للصراخ أحيانا مع قسمات الوجه ذات التعبيرات الحادة أراه شديد الكلاسيكية والتقليدية فى الآداء.. ربما لو جرب - بالإتفاق مع المخرج بالطبع - أسلوب الحكمة والرصانة فى الآداء لأضاف للمسرحية بعدا آخر ولهذا ما يبرره ، فهو يؤدى شخصية ملك الجن المسيطر على الأمور ، شديد الثقة بالنفس، شديد الثقة بقوة شعبه من الجن. أعتقد أن شخصية كهذه يمكن أن تؤدى بتوازن كبير بين الهدوء والثقة والإنفعال فى بعض اللحظات فقط عندما يتطلب المشهد ذلك ، لا أن يسود الإنفعال أغلب - إن لم يكن كل - المشاهد.
ثانى المآخذ على المسرحية والممثلين كان دور " لبّيس" أو مساعد ماجد الكدوانى.. أراه أقل الممثلين فى المسرحية تحكما فى أدواته .. حتى أنه كان يضحك أحيانا قبل أن يضحك الجمهور.. ربما كان طريقة إسناد الدور إليه فى هذه المسرحية شبيهة باحد المشاهد فى خلال أحداث المسرحية الذى يتوسط فيه بطل الفيلم" ماجد الكدوانى" للمخرج الشاب " مكسور الجناح أما سطوة كبار الممثلين " طالباً منه أن يسند أى دور لمساعده من باب المجاملة.
ثالث المآخذ على العمل هو كثرة الإفيهات.. كانت بالفعل مضحكة ولذيذة.. ولكنها من زجهة نظرى أفقدت العمل كثيرا من مفعوله.. كثيرا من تأثيره المفترض فى الجماهير..المفترض بالمسرحية أنها كوميدية بالطبع.. وهو طبع المصريين الدائم فى تغليف الألم بالضحكات حتى نستسيغ طعم الحياة المُرة. ولكنى أرى النص يحتمل الأسلوبين سواءً التراجيديا أو الكوميديا.. وأنا أتحيز إلى التراجيديا فى هذا العمل.. لابد من الألم كى يفيق الشعب.. مللكنا الأفلام الكوميدية التى غزت شاشات السينما طويلا حتى بدأت الإنفراجة بعدد من الأفلام الجادة من عامين لنحصد الآن أفلاما من عينة ( حين ميسرة ) و ( هى فوضى) .. فمتى نرى مسرحا قادرا على مواجهة الشعب بحقيقة واقعه دون مسكنات الكوميديا.
النص شديد الروعة.. قدم لنا المشكلة والحل.. واعتمد فى مجمله على البساطة والأسلوب المباشر فى الحوار.. وجمله المحورية يمكن أن تنتزع من سياق المسرحية لتصبح حكما أو أقوال مأثورة تتردد على الألسنة. لذا كنت أفضل أن يتم تناوله بأسلوب التراجيديا مطعما ببعض الكوميديا من وقت لآخر لتخفيف حدة طرح القضية. ولكنى أرى المسرحية غرقت فى الكوميديا حتى النخاع.
رابع ملاحظاتى على المسرحية كانت عدم إكمال خط درامى مهم عندما بدأ البطل " النجم الأوحد فى الفيلم" فى الإندماج مع النص.. وبدأت صحوته والتفت إلى قيمة ما يقدمه بعد أن كان كل همه منذ بدأ المسرحية هو المال وإنهاء الفيلم ليلحق بأفلام أخرى ليجمع أكبر قدر من المال..خط درامى أراه شديد الأهمية وكان يستحق إبرازه أكثر من ذلك..ولكن المخرج إكتفى باظهار اندماج البطل فى التمثيل وكفه عن ذكر المال.. وهو كناية عن صحوة ضمير البطل.. ولكنى مع التصريح فى هذا الموقف بالذات..فالمسرحية كثيرا ما خاطبت المشاهد صراحةً ودون تلميح ولا كناية.. وأرى هذا الموقف أحق بالتصريح من غيره.. لأن هذا البطل هو أنا وأنت.. هو المواطن الذى يدور فى ساقية ليل نهار ليجنى من المال ما لايكاد يكفل له حياة كريمة.. كان جديرا بالمؤلف والمخرج أن يصرخا بكل منا أن يفيق من حدود عالمه الضيق المحصور فى العمل والمطبخ والسرير ليشعر بأهميته فى صحوة بلد بأكملها.
المسرحية فى مجملها سياسية بحتة.. كلها إسقاط على واقعنا المعاصر.. لن أقول واقع مصر فقط.. فمن زياراتى وقراءاتى أعمل أن هذا حال الكثير من الدول العربية والإفريقية. الدول " النايمة" وأرفض بشدة إطلاق إسم " الدول النامية " عليها فلم أر فيها نموا إلا فى الفساد وعدد السكان فقط.
النص يعقد مقارنة عادلة ودائمة بين الملك شهريار ( المغرور والمعقد والفاسد) وملك الجن ( المغرور أيضا وشديد التعصب لقومه والظالم للإنس الواقعين تحت سيطرته فى جزيرة النعاس)، مقارنة بين مجتمعنا المغلوب على أمره ومجتمع جزيرة النعاس .. الذى يشاركنا أيضا أنه مغلوب على أمره.. مستسلم للأحكام العرفية .. مرعوب من التغيير.. ينتظر الفارس المخلص له من الذل والفقر..
النص يلهمنا الحل على لسان البطل " كان الحلم دوما بداخلكم.. كل ما فعلته كان إيقاظه.. لاتسمحوا لأحد أن يغتال أحلامكم بعد الآن.. ما أنا إلا زائر وأنتم الباقون" لم تكن هذه كلماته بالضبط.. لكن هذا جوهر كلماته وجوهر المسرحية.
تبقى الجملة المؤثورة التى خرجت بها من المسرحية: " الشعب أشباح.. تجرى خلف القوت.. ثم تموت".. هذه وجهة نظر أى حاكم ظالم إلى شعبه
رجاء إلى كل قاطنى القاهرة من مرتادى السينما.. رحمة بأنفسكم قليلا.. وفكروا مرة فى زيارة المسارح الجادة الهادفة حتى لا نخسر فنا حقيقيا نحن فى حاجة إليه.

الجمعة، ٧ ديسمبر ٢٠٠٧

وحدانـــــــــــى

( ماشى يا عم الكتكوت) هتف بها أحد أصدقائى عندما لمح كلمة ( وحدانى) على هاتفى الجوال

والواقع أنّى كثيرا ما استخدمت هذا الاسم فى غرف الدردشة ( الشات ) على الانترنت .. كما أنه الوضع ( profile )الدائم على هاتفى المحمول .. حتى أن جميع من حولى يستغربون من استخدامى لهذا اللقب .. لأنى من وجهة نظرهم إجتماعى..أعمل فى أكثر من مجال .. وأحيانا أجمع بين عملين أو ثلاثة ( اللهم لا حسد) ، وقتى غالبا ما يكون شديد الازدحام بالمواعيد وكذلك حياتى شديد ة الازدحام بالناس.. كما أن علاقتى بالكثيرين تتحول بعد فترات قصيرة نسبيا من علاقات عمل إلى علاقات صداقة شخصية.. طبعا بالإضافة للعلاقات الأسرية والعائلية.

حتى من تنقطع بينى وبينهم أسباب اللقاء نظرا لظروف الحياة.. فغالبا ما يربطنا اتصال هاتفى مهما تباعدت المدة...

كيف إذا أكون وحيدا؟

الوحدة بالنسبة لى هى شعور.. إحساس .. قد أكون فى مناسبة يحضرها العشرات بل والمئات.. وأنا أعرف نصف الحاضرين.. وتربطنى علاقة جيدة بربعهم..ومع أصدقائى ( الأنتيم) ولكنى "وحدانى"

يحتضننى هذا وذلك.. ولكنى أحس بالفراغ بداخلى يزداد ويتمدد حتى يكاد يبتلعنى ..وبتلع سعادتى معه...

وحدانى .. لأنى كتوم بطبعى.. ثم إنى لا أرى لى حقا على أحد أنه أحمله همى أ, شكواى.. ولا حق لأحد عندى لأخبره على أسرارى وأحوالى.. ولا رغبة لدى لأبوح مشاعرى لأحد..

وحدها.. من حقى عليها أن تشاركنى مشاعرى وتساندنى فى محنى..

من حقها علىّ أن أبوح لها بمكنون صدرى..

وحدها.. يجب أن تعرف مزاياى وعيوبى كاملة..

أنتظرها.. كى لا أعود بعدها " وحدانى
"