السبت، ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٧

رثاء أميرة .. صنيعة النفاق السياسى

إلى أميرة.. التى قتلوها نفاقا لوزير التعليم
* * * * * * *
قتلوك يا أميرة
على قارعة الطريق
تحت شمس مصر الحارقة
بأمر مصر الغارقة
- حتى الأذن - فى الرياء
قتلوك يا أميرة
كى لا تزاحمى منهم
- ولو بالاسم فقط -
كونهم - فى زمن الزيف - أمراء
قتلوك يا زهرة
جوعا ...
عطشا..
قربانا
لأحد الوزراء
أتراه كان يعبأ
بريحانة تذبل
فى طابور العبيد
تنتظر مرور موكب السيد
ليرحمها الله من الشقاء
جائعة ...
اصمتى
ظمآنة...
اخرسى
مجهدة....
تهوى الصفعة على الخد البرئ
شعب بأكمله
جائع... ظمآن ... مجهد
ولم ينطق
افأنت تتكلمين؟
يبدو أن بداخلك بذرة..
أتراك تكبرين يوما
لتكونى أحد الناشطين
أحد أولئك الحقوقيين
أو المدونين
أو الساخطين؟
اصفعها مرة أخرى
أقتل بداخلها البذرة
لعلها تتعود الآن الصمت
وتحترف غدا البغاء
لازالت صغيرة..
مضى عليها أحد عشر ربيعا
فلتصبر بضع سنين
يطول الشعر وتكتحل العينان
يستدير الجسد ويكعب النهدان
صارت الآن لائقة
ببلاط النبلاء
ونبلاء هذا العصر
لكع بن لكع
مرتش ومراب
أكل أرزاقنا
والغ فى دمائنا
وبالطبع - كى تكتمل الوجاهة -
سكير وزير نساء
آآآه يا ابنتى
أقتلوك لأنك تكلمت
أم لأنك صمت
أم قتلوك لأنك ولدت
فى بلد كل مافيه - عدا الساسة- سواء
سواء محياهم ومماتهم
فهم مجرد واجهة
لشئ يسمى شعب
وأرقام تعلن فى الإحصاء
تجاوزوا السبعين مليونا
ألقهم من فوق السفينة
تخلص منهم..
غرقا .. حرقا .. قتلا... نفيا
ما زال العدد يزداد....
توقف عن العد .. وابدأ بالخصاء
أطعمة مسممة
مبيدات مسرطنة
لافائدة...
شعب عنيد
عدده يزيد
فلنقتل الأبرياء
ليقف الأطفال..فى سوق النخاسة
صباح مساء
صفوف و صفوف
تحية.. وإعلان وفاء
ليصطفوا على جوانب الطرق
ترحيبا بالوزراء
يموت منهم من يموت
راحة لنا من الهم
وغدا موكب جديد
يموت فيه من بقى من الأحياء

ليست هناك تعليقات: