الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٠٨

الزمن الجميل




أنا فى الزعفرانة .. على آخر خليج السويس من تحت ... يعنى مبشوفش سينا .. المنظر قدامى كأنه بحر مش خليج .. المية على امتداد البصر .. ومفيش ى مبانى بينى وبينها.. والسما منظرها خرافة والصحرا من الناحية التانية تجنن .. يعنى كوكتييييل عجيييييب وفى منتهى الجمال



خالق الجمال ده كله أكيد أجمل .. والجميل من أسماء الله عز وجل .. بديع السموات والأرض .. يعنى خلقهم على غير مثال .. خلقهم وأحسن خلقهم ... وأحس كل شئ خلقه... سبحانه وتعالى
وأنا جاى من الشقة على المكتب قبل المغرب بحوالى نص ساعة بصيت على منظر البحر والسما .. مفيش كلمة توصف جمال الطبيعة إلا " سبحان الله"
خالق الجمال ده كله أكيد أجمل .. والجميل من أسماء الله عز وجل .. بديع السموات والأرض .. يعنى خلقهم على غير مثال .. خلقهم وأحسن خلقهم ... وأحس كل شئ خلقه... سبحانه وتعالى
المنظر الجميل ده فكرنى إنى بقالى فترة مشفتوش... رغم إنى رايح جاى عليه ... بس مش بشوفه عشان عينى بقت تشوف عشان أعيش .. تشوف اللى لازم أعمله واللى لازم أبعد عنه... ضروريات الحياة يعنى ... الاسمتاع بالجمال عايز مش وقت طويل .. إنما عايز بال رايق..


ومنين ييجى روقان البال ... وانت عازب عايز تتجوز أو صاحب عيال.


افتكرت مقال قريته فى الدستور من اسبوع تقريبا ... عن بحيرة فى بلد فى أمريكا اللاتينية .. كانت مشهورة بسمك الزينة الرقيق الجميل .. وفجأة الناس لاحظوا ان السمك شكله بيتغير .. جماله بيقل وألوانه بتتغير وأسنانه بتكبر .. وابتدى يبقى أكتر شراسة ... طبعا دول ناس بتفكر فجابوا علماء عشان يشوفوا التحور ده حصل ليه .. عندنا طبعا انت عارف بنتصرف ازاى .. وبحيرة ناصر والسمك اللى فيها أكبر دليل .. المهم الناس اللى بتفكر وعنها علماء وصلوا للسبب ... البحيرة حصل لها تسريب من ممر مائى جديد ونزل فيها سمك عادى .. أكبر من سمك الزينة الموجود بشكل طبيعى فى البحيرة .. فسمك الزينة إضطر إنه يدافع عن نفسه وابتدى يتحور فى شكله وسلوكه زى ما قلنا .. دفاع عن النفس يعنى ... يعنى ضحى بجماله عشان يعيش ... فهمتوا الفكرة؟؟ ياتخشوشن وتحارب وتبلطج وتاخد حقك بدراعك ... يا تفرح بالجمال ..وتستنى الموت فى أقرب لحظة ... فى العلوم بيسموها نظرية البقاء للأقوى .. والبعض بيعدلها ويقول البقاء للأصلح .. يعنى تظبط أمورك .. العملية مش دراع بس .. دراع ومخ وقوة احتمال ... لازم تسايس أمورك عشان تعيش.. ساعة الخناق أسد وساعة الضرب تجرى أسرع من الفار وتكون أخبث من القطة وأنعم من التعبان ... كوكتيل حيوانى لازم عشان تعيش... انسى الجمال والحب والحق والخير ... إلا لو كانوا عدة الشغل .. البنت لازم تكون مزة عشان تشتغل أو تصطاد عريس .. والواد ممكن يبقى مز لو عايز يشتغل فى شركة ملتى ناشيونال.. أو عضلات عشان يعجب البنات ... الذكاء حسب الظروف .. يعنى قعدة ناعمة خليك ذكى على القد عشان الناس متطفش منك .. البنت الذكية قوى الولاد بيهربوا منها .. فلازم تعمل قدامهم ذكية نص ونص برضه .. رئيسك فى الشغل قلقان من ذكائك وطموحك .. يبقى تتغابى حبتين وتعمل كام غلطة صغيرة عشان يطمن .. ولازم تبجح لما تغلط .. آآآه طبعا .. خدوهم بالصوت ليغلبوكم .. لما تركب العربية امشى مخالف ودوس بنزين ع الآخر وقلب النور العالى عشان كله يكش ويوسعلك الطريق.. شغل الفردة لازم .. هتعمل مؤدب استحمل...


آآآآآآآه يا دنيا وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا بلاااااااااااااااااااااد


المشكلة ان العلماء اكتشفوا " احنا كنّا بنتكلم عن بحيرة أسماك الزينة لو كنتم نسيتوا" بقول اكتشفوا مكان تسريب المية وقفلوا الفتحة دى وقعدوا يغربلوا البحيرة قدر الامكان من السمك الدخيل عشان ترجع مكان آمن لسمك الزينة .. ونجحوا فى كدة تقريبا... بس العلماء برضه قالوا " إن السمك عمره ما هيرجع زى ماكان" اتحوّل لسمك مفترس إلى الأبد .. التحور تم واللى كان كان.. وقول للزمان ارجع يا زمان.


شفتوا فقد الأمان عمل إيه فى السمك الرقيق الجميل ... شفتوا السمك دافع عن نفسه ازاى عشان يعيش...


عرفتوا ليه بقينا كدة... ليه بناكل فى بعض فى الشغل والشارع والأتوبيس والقطر وفى الشارع وفى الشغل... عشان معندناش أمان ... عشان السمك الكبير اللى عمال يهاجمنا وياكل فينا .. اتوحشنا عشان نعيش ... بعنا الجمال والرقة عشان نعيش


رغم ان فترة الستينات كان فيها صعوبات مالية إلى حد كبير بس كان فيه ذوق عند الشعب .. كل الناس اللى عاشوا الفترة دى بيتحسروا على جمال الأخلاق والذوق اللى كان فيها.. إيه اللى حصل؟؟


انفتاح ... راجع أفلام وكتابات فترة السبعينيات تلاقى ان الانفتاح الاقتصادى كان معاه انفتاح رقابى وبالتالى حاب انفشاخ أخلاقى .. آسف على التعبير بس ده أقل وصف يتقال ..


وبعد السبعينيات ابتدت الحركات الدينية تقوم حبة .. وكل واحد وطريقته .. اللى فاهم دين ربطه بالذوق والأخلاق .. واللى مش عاجبه الحال والعصبية واخداه ابتدى سنة بسنة يروح ناحية التكفير .. وسنة كمان ابتدى الإرهاب..


وجت التمانينات والتسعينات بحصار أمنى كبيييير ... والناس مخنوقة وخايفة ومرعوبة بين الجماعات على اليمين والحكومة والأمن على الشمال .. والأوضاع الاقتصادية اتلخبطت كتييير من الستينات للتسعينات...


وهبااااااااااااااااا ... دخلنا ع الألفية ... الإرهاب اتحاصر وقل خااااااالص ... الأمن اتعدل ورجع لمهمته الكبرى والدائمة .. حماية النظام ... الخصخصة شغااااااااااالة على ودنه .. والناش شايفة بلدها بتتباع برخص التراب... الرقابة لسة -لامؤاخذة- مفشوخة الساقين .. وأصخاب الأخلاق أغلبهم سافر الخليج يدور على عقد عمل .... ولما ملقاش فايدة رمى الأخلاق فى أقرب صفيحة زبالة و... اشتغل..


النظام العالمى اشتغل ... حقوق الانسان والديموقراطية .. ورقة الكوتشينة اللى بتقش .. كارت فى ايد اميركا والغرب..


الصحافة المستقلة .. البيضا والسودة والصفرا والحمرا


الموبايل ... فاتح بيوت وخارب بيووووووووووووووووت ,...


والنت على الرصيف التانى


الاتنين موصلين الناس ببعضيها ... وآآآآآآآآآآآآآه من دى توصيلة


متنساش ان أخلاقك كمجتمع من ساعة الانفشاخ اياه نزلت ومطلعتش .. زى الجنيه اللى جم يعوموه غطس ومقبش تانى..


الفاسد الصغنن فى السبعينات والتمانينات بقى على الأقل وكيل وزارة دلوقت ... يعنى بقى فاسد كبييييير .. وعشان ما يقعش وبرضه عشان الطيور على أشكالها تقع يبقى لازم يلم حواليه الفاسدين المتوسطين والفاسدين الصغيرين والفاسدين النونو..


يعنى الفساد بقى امبراطورية... والثقفين بيقولوا انه بقى دولة داخل الدولة .. بصراحة أنا شايف ان الدولة الصغيرة هى مصر والدولة الأكبر هى الفساد ... فسادنا - طبعا الحمد والفضل هنا مش لله - بقى عالمى ... نفتح مدارس فساد نعلم فيها الكبيروالصغير فى العالم .. ومتهيألى لو لقينا مخلوقات من الفضاء الخارجى برضه هيبقوا تلاميذنا فى مدرسة الفساد الاعدادية المشتركة .. الاعدادية لأنها بتعدك عشان تكون فاسد كبير مسلح بأحدث تكنولوجيات واستراتيجيات الفساد .


يتبقى الغلبان اللى أيام زمان كانوا بيقولوا عليه مواطن .. واحد لسة مقررش يبيع .. وأحيانا بيكون قرر بس مش لاقى حاجة يبيعها أصلا.. يعمل ايه الغلبان؟؟ يطلع همه فى اللى زيه .. يشتم سواقين العربيات .. يتخانق فى التباع .. وطبعا الاتنين (السواق والتباع يعنى )مخنوقين من بتوع المرور يقوموا مطلعين همهم فى اللى كان مواطن وتقوم خناقة ويروحوا الاسم اللى أكيد هيساوى بين الجميع .. فى الضرب على القفا.. ده لو كان المسؤول عن القسم انسان محترم .. لو غير كدة هم ونصيبهم .. أكتر من كليبات التعذيب دلوقت مفيش.




طب إيه آخرها ... الموت طبعا ... كلنا هنموت .. اللىبيفتكر كدة أكيد بيفتكر إنه هيتحاسب فبيلم نفسه شوية .. واللى باع القضية مسيره يتلم على إيد ملائكة العذاب..


غريبة ... الموت هو الحاجة الوحيدة اللى هتخلينا نعرف نعيش!!!!


سبحانك يا رب يا خالق الموت والحياة ..


والجمال.. اللى مبقيناش عارفين نشوفه

هناك ٥ تعليقات:

رئـــــيسـة حزب الأحلام يقول...

السلام عليكم
اول زيارة لمدونتك ولن تكون الاخيرة

حنة يقول...

قصدك يعني ان المصريين اصبحوا زي سمك البحيرة اللي توحش .. عندك حق
تقبل تحيتي

ابو العربى يقول...

اه اه اااااااااااااااااه
بس بقى ياعم حرام عليك
انا تعبت من كلامك والله وانا مش هتحور هفضل كده وبأذن الله هعيش فى الحياه الاخرى فى الجنه وتمتع بقى وخلاص فى الدنيا مفيش امل
فساد وسمك ذينه بيتحول والدنيا بيظه
وتقبل تحياتى

أحمـــــد علـــــــى يقول...

السيدة الرئيسة...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أبايعك بالروح والدم .. ده اللى اتعودنا مع أى رئيس .. وبعدين اشمعنى انت ... على الأقل إنت بمزاجى .. انما غيرك غصب عنى ... تشرفنى زيارتك دايما

حنة .. طبعا قصدى كدة .. كنا بلد جميلة وشعب طيب وأخف دم فى الدنيا .. دلوقت فضى نفسك من همومك الشخصية ومواعيدك ربع ساعة وتعالى فى أى شارع واركنى فى حتة مع نفسك ...واتفرجى سلوكنا بقى عامل ازاى واسلوب تعاملنا مع بعضنا .. العصبية والهمجيةوحدة الطباع..كل ده من الضغط الاقتصادى والاجتماعى علينا كشعب وأفراد

ضد الظلم ... أنا مش ناوى أتحور أنا كمان .. عشان كدة كتبت البوست ده ... جرس إنذار لنفسى ولغيرى .. نفتح عنينا ونشوف رايحين فين..
الآخرة مطلبنا كلنا ... بس مش هتنول السعادة فيها غير بعملك فى الدنيا.. ةلا أنا غلطان؟؟

شرفتونى كلكم بزياراتكم ويا رب تتكرر

همسة يقول...

عندك حق
كلنا بنتولد حلوين وبعيون برئية وبكلمات حروفها ناقصة وابتسامة صافية للملائكة غير مرئية
كلنا ده
وبعدين كلنا بنبقى حاجة تانية
ولكل واحد لون يختفى وراءه حسب البيئة
بس المهم يكون له لون زى الحرباية علشان يعيش

بس البرى بتاع زمان موجود جوانا وبنلاقيه فى لحظات كتير وساعات بيبقى اقوى من كل حسابات البقاء فيفرفض رايه وقراره فتلاقى نفسك من غير سبب بتساعد واحد متعرفوش من قلبك لمجرد انه صعب عليك
وتلاقى نفسك مش عايزه تخدع البت دى باالذات علشان هى طيبة قوى وقلبك خاف عليها زى بابها وقتل احساس الديب جواك
وتلاقى نفسك بتبكى مع اية قرانية بكل اعصابك سمعتها بالصدفة وانت قاعد فى الميكروباص الصبح رايح شغلك وسواقين الميكروباصات بيحبوا قوى يستتفتحوا بالقران
وتلاقى وتلاقى
لحظات كتير
وتقل وتتكتر حسب مساحة النقاء والنور اللى باقى جوانا من بعد كل الكم من العفن والجمود اللى صاب اروحنا


مدونتك حلوة
هاجى تانى ان شاء الله
ارق تحياتى لك