الجمعة، ٢ مايو ٢٠٠٨

الحب الأول والزواج

" قد أظل أحبك طول العمر .. ولكنى سأتزوج من تصلح زوجة وأما لأولادى"
عبارة قالها الكثير من الرجال .. ونفذوها سواء برغبتهم أو رغما عنهم ..الواقع يقول ذلك .. والمنطق أيضا
فالحب ليس كل شئ .. هو جميل للغاية ..ويغمس نفسه فى كل شئ فى الحياة .. فيكسوه حلة من البريق والمتعة.. ولكن يبقى الحب عامل مساعد .. كالملح فى الطعام .. مهم للغاية .. ولكن لابد من وجود الطعام .. أليس كذلك؟
لا يمكن أن نتزوج لأننا نحب فقط .. فما إن نعتاد الحياة الجديدة ويقل تأثير الحب بأثر التعود حتى تزول غشاوة الحب ( مراية الحب عمياء) ونبصر كل العيوب التى لم نرها من قبل أو رأيناها وتغاضينا عنها ..
نظرنا إليها من فوق تلال الحب والشوق فرأيناها عيوبا صغيرة تافهة فلما تزوجنا وهبطنا من فوق التلال إلى السفح وجدناها صخورا مدببة تدمى الأقدام مع كل خطوة فى عمر الزواج.
أما الزوجة التى نخشى عليها ونحس أنها مظلومة كونها ليست التجربة الأولى فى حياة الرجل .. فنحن نتناسى أنها التجربة الأولى بالفعل .. التجربة الأولى فى الزواج..فلايمكن مقارنة الحب قبل الزواج بالحب بعده ..لايمكن مقارنة الاصطناع فى أغلب الأشياء إن لم يكن كلها بالواقع الحتمى .. هل أقارن إمرأة تزينت لعدة ساعات قبل أن أراها بزوجة استيقظت توا من نومها ؟؟ وعلى الناحية الأخرى لا يمكن مقارنة لمسة ليد حبيبة فى ظلام المعصية بلمسة الزوجة فى نور الحق..الشعور مختلف للغاية..
الأمر إذا حالات فردية .. بين رجل إختار زوجة صالحة يرتاح إليها وقطعا سيتحول الارتياح بالعشرة إلى حب .. وإن لم يكن بطغيان الحب الأول وفورة مشاعر الشباب ولكنه سيكون حبا هادءا متزنا..
وبين زوج ظالم .. اختار زوجة صالحة وعاش على ذكريات الماضى .. فظلم زوجته التى قطعا ستشعر بمكانتها فى حياة زوجها .. أهى عنده طعام بلا ملح أم هى وجبة شهية يتمناها دوما
أما الزوجة فغالبا ما تكون على علم بأنها ليست المرأة الأولى فى حياة زوجها .. ويبقى أسلوب تعاملها مع هذا الموقف .. هل ستحتويه وتتغلب هى أولا على هواجسها فتستطيع أن تأسر قلب زوجها لتحول علاقتهما من زواج فقط إلى حب وعشق؟
إن القلب إنما سمىّ بهذا الاسم اشتقاقا من صفة التقلب .. وقلب الرجل فى هذا المجال يغلب قلب المرأة التى فطرت على حب رجل واحد بينما الرجل أكثر قابلية لأن يقع فى أكثر من تجربة حب .. كلها صادقة .. ولكن بأحاسيس ومشاعر مختلفة .. لذا شرع الله التعدد للرجل ولم يشرعه للمرأة .. وقد إكتشف العلماء جينا وراثيا عند الرجل يظنونه سببا للتعدد .. وهو ينشط بدرجات مختلفة لدى بعض الرجال وليس كلهم.
لذا أنا مع اختيار الزوجة الصالحة التى يحس براحة معها .. لأنه لو كان صادقا مع نفسه وراغبا فى بيت سعيد فسيتحول الارتياح إلى حب بكل تأكيد.
أكرر أن الرغبة فى السعادة هى السر .. لدى الطرفين ..
بعض التجارب الشخصية أراها أمامى .. رجل تزوج بغير حبيبته .. قال لزوجته أثناء الخطوبة أنه يحبها وتم الزواج .. ولكنه برغبته عاش فى ماضيه .. وترك زوجته الصالحة لتربى أطفاله وخرج هو يعيد ذكريات الشباب ويثبت أنه مازال مرغوبا .. فعاشت إمرأته زوجة .. وعاش هو مراهقا .. تجربة فاشلة بكل المقاييس والسبب الزوج.
تجربة أخرى أصرت الزوجة أن الزوج لازال يخونها بناء على معرفتها بتاريخه قبل الزواج ... كان يحادث صديقه على الهاتف فأصرت على أنه يحادث إمرأة وقامت الدنيا ولم تهدأ حتى تركت منزلها وعادت إلى منزل إبيها أياما أحست فيها الفرق بين كونها زوجة وسيدة منزل وكونها إمرأة مهجورة بخطأ منها.
مثال ناجح لزوج تخطى ماضيه واختار زوجة صالحة .. أثمرت عن بيت من أكثر البيوت التى أعرفها سعادة .. فكلاهما تجاوز الماضى وعامل الآخر بما يرضى الله.
أما عن تجربتى ... فلها وقتها

هناك تعليق واحد:

نـــــور يقول...

انا بعد المقال الطويل ده كله مافهمتش ايه وجهة نظرك فى الموضوع ياريت كنت توضح اكتر