الجمعة، ٢٢ فبراير ٢٠٠٨

عم فتحى

ده كان اسمه تقريبا.. نسيت بصراحة.. أصلى شفته من أكتر من شهر وبعين المهم مش الاسم...
كنت راجع من الزعفرانة للمنيا.. يوم العذاب والمتعة.. شغل التربينات لغاية الضهر .. نضافة شقة من اليوم اللى قبله وتستمر من بعد الضهر لغاية العصر فى يوم السفر .. طبعا مع توضيب المطبخ والتلاجة وغسيل "المواعين" .. مش دايما بمسح الشقة.. حسب الموود .. بعد كدة حوالى 3 ساعات سفر بالتوبيس لغاية القاهرة أوصل آخر عباس العقاد ... أجرى على رمسيس ..أسيب شنطتى فى الأمانات وأكمل جرى على الفجالة ... أشترى طلبات وأشحنها للمكتبة ... جرى على الموسكى أو باب اللوق .. أكمل طلبات المكتبة هدايا أو مستلزمات كمبيوتر ... والمرة دى غالبا هشيل الطلبات عشان مش هينفع تتشحن ... برافو عليك .. النهاردة لفيت لفة تمام فى ساقية الحياة - بتفكرنى بساقية الصاوى اللى نفسى أزورها ...إيه انت هتريح؟؟ كمل جرى على المسرح بقى ..يا سلام .. ذكى فى الوزارة .. وماله واضح انها سياسية وكوميدية يا رب تستاهل التعب والوقت والفلوس .. تذكرة لو سمحتى.. العرض هيبتدى الخميس الجاى... أى .. كرسى فى الكلوب... طيب ولا يهمك .. روح المسرح التانى اللى فى آخر 26 يوليو .. بس كمل جرى عشان تلحق العرض قبل ما يبتدى.. ماشى ويادوب عند سلم المترو لقيت واحد واقف جوة جنينة الازبكية وعمال يصرخ .. وقفت دقيقة .. واضح إنه مجنون أو زى ما الحكومة بتحب تسميهم "مختل عقليا" وجلابيته حالها زى حال الاقتصاد بتاعنا .. واضح كمان إنه فى حالة هيستيرية .. وعمال يشتم فى الحكومة وفى قوة الشرطة اللى واقفة فى الميدان قدامه.. وماله .. يا بخته بجنونه.. كان نفسى أنكش شعرى وأقف جنبه أطلع شوية من الغل اللى جوايا.. بس مش وقته... أكمل يومى الرياضى ( لأنه جرى من أول النهار لآخره ) ومشيت الشوية اللى باقيين لغاية المسرح اللى مش فاكر اسمه لقيتهم بيعرضوا مسرحيتين.. والاتنين للأطفال.. طيب لف وارجع تانى .. الوقت أزف مش عارف مكان مسرحية " يمامة بيضا" ومفيش وقت أدور .. ومسرحتى اللى هتجنن عليها من 5سنين " الملك لير " بيعرضوها فى اسكندرية.. فركش مسرح النهاردة..راجع وأنا عارف إنى راجعله.. الراجل المختل إياه.. طيب بدل ما أدفع تذكرة مسرح أأقف أتفرج على مسرح الحياة ببلاش.. أكيد فى سبب لهياجانه ده..
وقفت قريب بعيد .. كنت الوحيد اللى واقف بيتفرج .. الباقى كله ماشى زى ما انا كنت ماشى من شوية .. بيبص ويتمنى يساعد الراجل .. فى الشتيمة طبعا.. ويكمل طريقه لأنه راجل محترم والحكومة مش بتضره فى حاجة.. بصراحة الراجل طاقة جبارة ... أكتر من نص ساعة صراخ بطبقات صوتية ممتازة..الراجل دة يعمل شغل جامد فى مدرجات الكورة او مع الهتّيفة بتوع الانتخابات
مع الوقت اللى محستش عدا منه قد إيه أدركت إن الراجل مش مختل .. هو بس بيصرخ من خنقته .. زى الفريسة اللى بتصرخ عشان حد ينقذها .. حد بيقول عليها مجنونة أو مختلة عقليا؟؟؟ الراجل بيبيع درة مشوى ويسترزق ويصرف على بيته وولاده( شكلى هبيع درة قريب عشان أتجوز أنا كمان) والبلدية قومته من مكانه وضع طبيعى وبيحصل كتيييير بس الظاهر كان متضايق من حاجة تانى بعيد عن تصروفات الحكومة والشرطة فقال يطلع همه فيهم.
من العبارات اللى كان عمّال يرددها .. خمسيييين سنة يا كفرة .... خمسييييييييييين سنة يا ظلمة .... واضح إنه مختل عقليا فعلا .. الموضوع بقاله ستة عشرين سبعة وعشرين سنة بس سيبت الراجل ووقفت أتفرج وعينى بتدمع على حالنا اللى وصلناله.. لغاية ما سمعت الراجل بيسب الدين للحكومة .. بصراحة كا ن مستحيل أتفرج أكتر من كدة وأنا ساكت - طبعا انت أكيد فاهم إنى اتحمقت على الدين مش الحكومة ..
السلام عليكم
نعم
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اسمك إيه يا عم
فتحى
مسلم ؟
الحمد لله
وبتسب الدين ليه؟
عشان دول كفرة
استغفر الله العظيم ... الكلام ده مش بتاعنا.. حسابهم على ربنا
هو اللى بيعملوه ده اسلام ؟!! دول يعرفوا ربنا ؟!!!
وهو دينهم ولا دين ربنا؟؟
دين ربنا .. دول معندهومش دين أصلا
يا عم فتحى إنت عارف حكم سب الدين إيه؟
لا..
لازم تغتسل و تنطق الشهادتين وتصلى ركعتين توبة... يعنى كأنك بتدخل الإسلام من أول وجديد
أستغفر الله العظيم.. بس دول معندهومش دين
يا عم دول مش كفرة دول مسلمين ومش من حقك تكفرهم... مهما عملوا
دول....
يا عم فتحى اشتم براحتك بس بلاش سب دين
يعنى هى الرحمة والدين ييجوا منين ؟؟ مش لما يرحمونا الأول .. عندى خمسين سنة ومبخدش قرش من الحكومة وأدينى بسترزق من بيع الدرة ... لما يقومونى دلوقتى أعشى ولادى منين.. مد إيدك فى جيبك وهات أربعين خمسين جنيه أعشى بيهم العيال
( يا بن المفترى .. عايز خمسين جنيه عشان الحكومة قومتك الساعة 9 بالليل فى الشتاء يعنى كل اللى باقى ساعتين تلاتة بالكتير.. وعايز فيهم خمسين جنيه تعشى العيال.. إنت عارف أنا بشتغل كام ساعة ولا بطلع كام تربينة بالخمسين جنيه دول؟؟ وأبويا قاعد فى المنيا إبنى المهندس راح إبنى المهندس جه الباشمهندس سافر.. وأمى عايزة تجوزنى.. يا ستى غطينى وصوتى ع الهندسة .. أنا قلت فى أول البوست أبيع درة عشان أتجوز)طبعا الكلام ده كله فى سرى .. أنا راجل مهندس محترم ملو هدومى عمال أبعتر فى الفلوس فى الأكل والكتب واللبس وبدور على مسرحية أدخلها .. أيوة المهم عشان ما أطولش عليكم ..قولوا طول براحتك.. هنقطع بقى حوارالنفس ده ونستكمله بعدين
يا عم فتحى هما عندهم قوانين وانت برضه قاعد فى الطريق وقدام سلم المترو يعنى بتزحم السكة
- يعنى أنا اللى زاحم السكة والناس مش عارفة تمشى منّى.. طيب آكل وأأكل العيال منين .. مد إيدك وهات خمسين جنيه أعشى العيال
( الله يخرب بيتك .. انت ناويها بجد وبتقولها تانى مرة وبالفم المليان .. متاخد الفيزا كارد بتاعتى أحسن )مديت إيدى فجيبى واديته اللى فيه النصيب .. وحدش دماغه توديه للورق الفاتح أبو خمسين وأبو مية.. مكدبش عليكم أنا كنت ناوى أديله من الأول بس بعد مأخلص كلام معاه عشان أشوف أخره وأستفاد من تجربته على الرصيف ..الواحد ممكن يستفاد منها قدام .. أصل الواحد مش ضامن الغلا ده هيوصل لغاية فين خصوصا مع المرتبات الروعة اللى بناخدها ( المدير لما بيكلمنى على المرتب بقوله قصدك المرتب اللى باكل بيه تونة .. والمدير العام مرة بيقولى متزعلش عشان قطعنا أجازتك وهعملهالك مأمورية .. قلتله مأمورية إيه أم 15 جنيه اللى بتكلمنى عليها .. غير شوية كلام وأصوات مطلعتش من بقى بس متهيألى كان ممكن أدخل بسسبها السجن لو قلتها)
الراجل باس الفلوس ودعالى (بصراحة زعلت لما أخد الفلوس.. لا والله مش على الفلوس .. على صورته قدامى .. الراجل بقاله ساعة واخد وضع المناضل .. كان نفسى صورة البطل تكمل بعزة النفس كمان .. حتى لو كان خد الفلوس من غير ما يطلبها كان الموضوع هيبقى أهون شوية .. إنما طلبها ببقه مرتين وخدها بعد كدة بسهولة.. بجد زعلت على كرامته كمواطن كتير.. إيه التخريف اللى بقوله ده .. كرامة إيه وهو مواطن .. قصدى يعنى باعتبار أنه كان بطل لمدة ساعة ...بعد م الراجل خلص دعا ..
شفت بقى الرحمة بتيجى منين ؟؟ لما انت ترحمنى أنا أرحمك وأحبك وأدعيلك .. إنما تقطع أكل عيشى حراااااااااام
ماشى بس برضه مينفعش تسب الدين مهما كان.. بتصلى؟؟
الحمد لله
طيب إغتسل واستغفر وصلى ركعتين توبة لما تروح..
إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بس يا سادة .. كنت ناوى أتفرج على مسرحية وأدينى شفتها .. هى كانت أقصر المرة دى بس أنا المرة دى اتفرجت وشاركت بالتمثيل والإخراج كمان وطبعا قبلهم السيناريو والحوار.. وأدينى بعلق عليها فى البلوج .. والله كتر خير الحكومة اللى إديتنى الفرصة دى ومش حارمة الشعب من حاجة.. أنا عارف عم فتحى كان بيشتهما ليه.. راجل مفترى!!

عن البهائية

هذا الإدراج كان ردا على إدراج عن البهائية فى مدونة الأستاذ(فى كتاباته) المهندس(فى حياته) أحمد شقير
والبهائية موضوع قد قتل بحثا وهى شئ لا يصح أن يوصف بالديانة ولا أرى لأتباعه عقلا
* * * * * *
م.أحمد شقير.. تحياتى على مدوناتك الرائعة وموضوعاتك المتميزة دوماأما عن البهائية فمهدومة من أساسها لأن الجمع بين الديانات الثلاث بوضعها الحالى مستحيلفالمسلمين يؤمنون بنبوة محمد عليع الصلاة والسلام وبينما المسيحيين واليهود يرفضون الإعتراف بنبوته ولو إعترفوا بها لوجب عليهم تصديق أنه آخر الأنبياء وأن شريعته ناسخة لما قبله ولزم عليه إعتناق الإسلام.وبانسبة للمسيح عليه السلام فنحن نراه بشرا رسولا بينما المسيحيين يرونه إلها واليهود لعنهم الله يعتبرونه دجالا ويتهمون العذراء بالزناهذه القضايا محورية فى الديانات الثلاث ولا يمكن التوفيق بها بعقائدنا الحالية.فكيف يدعى البهائيون أنهم يؤمنون بالأديان كلها؟! إنها متناقضة عقلية تدل على كذبهم.أما عن إنتشار البهائية والإلحاد والعلمانية وغيرها من دعاوى هجر الأديان السماوية والإسلام خصوصا فأراهانتيجة التعمية على الإسلام الحق منذ سنوات عديدة لمحاربة الإرهاب فكانت النتيجة تشدد من ناحية وتفريط من الناحية الأخرى حتى ضعف صوت الإعتدال وهرب ضعاف العلم والإيمان.أما عن البطاقة وخانة الديانة فكل ما يثار عنها هو نتيجة عدم تطبيق الشريعة منذ البداية واللين والخضوع لأهواء الغرب لنيل رضاهم وأناأرفض بشدة تغيير الديانة من الإسلام أو المسيحية أو اليهودية إلى دين آخر ما أنزل الله به من سلطان.لأنه فى النهاية فالله سبحانه وتعالى هو من سيحاسبنا وليس الغرب ودعاة المواطنة وحقوق الإنسان، والإسلام حدوده وقواعده الشرعية كلها أثبتت عمليا أنها أنجح نظام تم تطبيقه على الأرض ولنقرأ التاريخ ونحكم.. هل نجرى وراء نظريات نعلم مسبقا أنها تحكمها الأهواء أم نتعلم الدرس من التاريخ وننظر كيف كانت حقوق الإنسان تنفذ فى فترات قوة دول الإسلام وعملهم بما أنزل الله عز وجلتحياتى مرة أخرى وأستأذنك فى نشر تعليقى هذا كإدراج فى مدونتى

الاثنين، ١٨ فبراير ٢٠٠٨

فارس الكلمة

بداية أعتذر عن غيبتى الطويلة نسبياً عن كثير من الأصدقاء الذين إعتدنا تبادل الزيارات وتأخرى فى الرد على بعض الردود والرسائل ولكنها ظروف الحياة والعمل الطاحنة.
وقعت أحداث كثيرة خلال الفترة السابقة سواء على المستوى الشخصى أو المحلى أو الدولى.. وبداخلى الكثير مما أريد البوح به أو التعليق به على الأحداث ولكن الأهم أولا.. والأهم هو العزاء الواجب فى رمزي من رموز الحياة الثقافية فى مصر وقد رحلا عن عالمنا فى يوم واحد ألا وهما الأستاذان مجدى مهنا و رجاء النقاش، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته
ورغم أهمية رجاء النقاش فى حياتنا الثقافية إلا إنى رأيت أن أغلب الحديث والعزاء والحوارات كانت تدور حول أ.مجدى مهنا... والواقع أن هذا شئ مبرر ويظهر الفارق بين الناقد والكاتب.. الكاتب دوما فى الواجهة أمام الجمهور.. والناقد أمام الصفوة فقط.
الشئ الثانى اللافت للنظر هو الإهتمام الكبير بالأستاذ مجدى مهنا - وهو إهتمام يستحقه بكل جدارة - ولكنى أتحدث عن دلالته .. ألا وهى صحة الفطرة بداخلنا كشعب ومثقفين وإعلاميين...
فجيعتنا فى مجدى مهنا تؤكد أنه برغم كل الفساد الذى نعايشه فمازالت روحنا متعلقة بالشرف... وبين كل دنس الرذيلة تنبت زهور الطهر ... ورغم الجو العام الملبد بالقذارة فلا زالت قلوب وأرواح وأياد نظيفة.. وأياد أخرى ربما تلوثت ولكنها لا زالت تعرف قدر الفضيلة وتحترمها
الألم الجارف الذى انتابنا عقب وفاة مجدى مهنا ربما مصدره حسرتنا على أحد الرموز القليلة فى عصرنا التى لازالت تتمسك بمبادئ الفرسان وتحيا بأخلاق النبلاء
الكل أجمع على طهارة يده.. لذا كان أول المشييعين له هم أعدائه.. لأنهم برغم فسادهم ظلت بداخلهم بقعة من الضوء تحن إلى زمن البراءة .. لذا فقد فقدوا جزءا كبيراً من ضميرهم بموت أ.مجدى مهنا
حزننا على أ. مجدى مهنا أكثر بكثير من حزننا على أ. رجاء النقاش يدل على حاجتنا لمحاربة الفساد أكثر من حاجتنا لرفع الثقافة.. وإن كان كلاهما مرتبط بالآخر بشدة ولكن المواطن البسيط قد لا يعى هذه الصلة.. بل وحتى غير البسيط.. فلكى أشترى كتابا واحدا كل شهر يجب على أن أقتطع ما يقرب من 5% من دخلى .. مع العلم بأنى مهندس ودخلى من المفترض أنه مرتفع نسبيا مقارنة بأغلب الفئات العاملة بمصر.. لقد تركت الكثير مما أرغب فى قراءته وكثير من النشاطات التى أريد ممارستها لا لشئ إلا ضيق ذات اليد.. فدخلى يسمح لى بالعيش عيشة كريمة كفرد عادى فقط.. كفرد أى أن الزواج والأسرة تبدو أحلاما بعيدة.. وعادى تعنى أن الثقافة أو الرفاهية أو المتعة ضرب من ضروب الخيال.
كثيرا من أذكر فلسفة أحد الحكام قديما حين قال : "أجع كلبك يتبعك" وأذكر رد أحد الحكماء عبدما رأى نفس الحاكم مشنوقا فى أحد الميادين : " ربما جاع الكلب فأكل صاحبه"
والشعوب ليست كلاباً.. ولكن أحيانا ماتكون الكلاب أكثر قيمة لدى البعض من شعوب بأكملها ولننظر على كيفية تعامل الغرب مع حقوق الحيوان فى الشرق الأوسط وانتقاداتهم الدائمة لأساليب قتل الكلاب أو ذبح الخراف فى الوقت الذى يذبحون فيه شعوباً بأكملها فى دول العالم الثالث دون أن يرمش لهم جفن!!
أردت رثاء أ. مجدى مهنا فكتبت منتقدا كثيرا من الأوضاع.. ولكن ذلك ليس بغريب فقد ارتبط اسمه حيا وميتا بالنزاهة ومحاربة الفساد وكان لابد أن يكون رثاؤه على شاكلة سيرته.
اللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين
بداية أعتذر عن غيبتى الطويلة نسبياً عن كثير من الأصدقاء الذين إعتدنا تبادل الزيارات وتأخرى فى الرد على بعض الردود والرسائل ولكنها ظروف الحياة والعمل الطاحنة.
وقعت أحداث كثيرة خلال الفترة السابقة سواء على المستوى الشخصى أو المحلى أو الدولى.. وبداخلى الكثير مما أريد البوح به أو التعليق به على الأحداث ولكن الأهم أولا.. والأهم هو العزاء الواجب فى رمزي من رموز الحياة الثقافية فى مصر وقد رحلا عن عالمنا فى يوم واحد ألا وهما الأستاذان مجدى مهنا و رجاء النقاش، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته
ورغم أهمية رجاء النقاش فى حياتنا الثقافية إلا إنى رأيت أن أغلب الحديث والعزاء والحوارات كانت تدور حول أ.مجدى مهنا... والواقع أن هذا شئ مبرر ويظهر الفارق بين الناقد والكاتب.. الكاتب دوما فى الواجهة أمام الجمهور.. والناقد أمام الصفوة فقط.
الشئ الثانى اللافت للنظر هو الإهتمام الكبير بالأستاذ مجدى مهنا - وهو إهتمام يستحقه بكل جدارة - ولكنى أتحدث عن دلالته .. ألا وهى صحة الفطرة بداخلنا كشعب ومثقفين وإعلاميين...
فجيعتنا فى مجدى مهنا تؤكد أنه برغم كل الفساد الذى نعايشه فمازالت روحنا متعلقة بالشرف... وبين كل دنس الرذيلة تنبت زهور الطهر ... ورغم الجو العام الملبد بالقذارة فلا زالت قلوب وأرواح وأياد نظيفة.. وأياد أخرى ربما تلوثت ولكنها لا زالت تعرف قدر الفضيلة وتحترمها
الألم الجارف الذى انتابنا عقب وفاة مجدى مهنا ربما مصدره حسرتنا على أحد الرموز القليلة فى عصرنا التى لازالت تتمسك بمبادئ الفرسان وتحيا بأخلاق النبلاء
الكل أجمع على طهارة يده.. لذا كان أول المشييعين له هم أعدائه.. لأنهم برغم فسادهم ظلت بداخلهم بقعة من الضوء تحن إلى زمن البراءة .. لذا فقد فقدوا جزءا كبيراً من ضميرهم بموت أ.مجدى مهنا
حزننا على أ. مجدى مهنا أكثر بكثير من حزننا على أ. رجاء النقاش يدل على حاجتنا لمحاربة الفساد أكثر من حاجتنا لرفع الثقافة.. وإن كان كلاهما مرتبط بالآخر بشدة ولكن المواطن البسيط قد لا يعى هذه الصلة.. بل وحتى غير البسيط.. فلكى أشترى كتابا واحدا كل شهر يجب على أن أقتطع ما يقرب من 5% من دخلى .. مع العلم بأنى مهندس ودخلى من المفترض أنه مرتفع نسبيا مقارنة بأغلب الفئات العاملة بمصر.. لقد تركت الكثير مما أرغب فى قراءته وكثير من النشاطات التى أريد ممارستها لا لشئ إلا ضيق ذات اليد.. فدخلى يسمح لى بالعيش عيشة كريمة كفرد عادى فقط.. كفرد أى أن الزواج والأسرة تبدو أحلاما بعيدة.. وعادى تعنى أن الثقافة أو الرفاهية أو المتعة ضرب من ضروب الخيال.
كثيرا من أذكر فلسفة أحد الحكام قديما حين قال : "أجع كلبك يتبعك" وأذكر رد أحد الحكماء عبدما رأى نفس الحاكم مشنوقا فى أحد الميادين : " ربما جاع الكلب فأكل صاحبه"
والشعوب ليست كلاباً.. ولكن أحيانا ماتكون الكلاب أكثر قيمة لدى البعض من شعوب بأكملها ولننظر على كيفية تعامل الغرب مع حقوق الحيوان فى الشرق الأوسط وانتقاداتهم الدائمة لأساليب قتل الكلاب أو ذبح الخراف فى الوقت الذى يذبحون فيه شعوباً بأكملها فى دول العالم الثالث دون أن يرمش لهم جفن!!
أردت رثاء أ. مجدى مهنا فكتبت منتقدا كثيرا من الأوضاع.. ولكن ذلك ليس بغريب فقد ارتبط اسمه حيا وميتا بالنزاهة ومحاربة الفساد وكان لابد أن يكون رثاؤه على شاكلة سيرته.
اللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين